ناسيم حميد

عندما نذكر اسم نسيم حامد، فنحن لا نتحدث فقط عن ملاكم بارع، بل عن شخصية أسطورية غيّرت شكل رياضة الملاكمة، وخلقت لنفسها مكانة خالدة في تاريخ اللعبة. بأسلوبه غير التقليدي، وضرباته القاضية المبهرة، وحضوره المسرحي داخل وخارج الحلبة، أصبح الأمير نسيم رمزًا للفن القتالي والإثارة في وزن الريشة خلال تسعينيات القرن الماضي.

في هذا المقال، نستعرض سيرة نسيم حامد من بدايته المتواضعة إلى تتويجه كأحد أفضل الملاكمين في العالم، مرورًا بإنجازاته، وخسارته الوحيدة، وتأثيره الكبير على جيل كامل من الملاكمين.

القصة

النشأة والبداية : من شيفيلد إلى النجومية

ولد نسيم حامد في 12 فبراير 1974 في مدينة شيفيلد بإنجلترا، لأسرة يمنية مهاجرة تنتمي إلى الطبقة العاملة. منذ صغره، كان يتمتع بطاقة عالية وشغف كبير، مما دفع والديه لتسجيله في أحد نوادي الملاكمة في سن السابعة.

هناك، التقى بمدربه الأسطوري بريندان إنغل الذي صقل مهاراته، وعلّمه أسلوبًا غير تقليدي جمع بين السرعة، والمراوغة، والثقة العالية بالنفس. هذا الأسلوب الذي ميّز نسيم طوال مسيرته وأربك خصومه داخل الحلبة.

التحول إلى الاحتراف: بداية الطريق نحو المجد

في عام 1992، بدأ نسيم حامد مسيرته الاحترافية في الملاكمة وهو بعمر 18 عامًا. ومنذ أولى نزالاته، لفت الأنظار بأسلوبه الفريد، وحركاته البهلوانية، والضربات القاضية القوية التي جعلته حديث الإعلام والجماهير.

سرعان ما أصبح الملاكم البريطاني الشاب وجهًا مألوفًا على شاشات التلفاز، خصوصًا بعد توقيعه عقودًا مع شبكات كبرى مثل Sky Sports وHBO، حيث كان يقدم نزالات ممتعة لا تُنسى.

التحول إلى الاحتراف: بداية الطريق نحو المجد

في عام 1992، بدأ نسيم حامد مسيرته الاحترافية في الملاكمة وهو بعمر 18 عامًا. ومنذ أولى نزالاته، لفت الأنظار بأسلوبه الفريد، وحركاته البهلوانية، والضربات القاضية القوية التي جعلته حديث الإعلام والجماهير.

سرعان ما أصبح الملاكم البريطاني الشاب وجهًا مألوفًا على شاشات التلفاز، خصوصًا بعد توقيعه عقودًا مع شبكات كبرى مثل Sky Sports وHBO، حيث كان يقدم نزالات ممتعة لا تُنسى.

التتويج العالمي: بطل وزن الريشة

عام 1995، حقق نسيم حلمه الأول بفوزه بلقب بطل العالم في وزن الريشة (WBO)، بعد تغلبه على الملاكم ستيف روبنسون في كارديف. ومنذ تلك اللحظة، بدأ فترة من السيطرة المطلقة على هذا الوزن.

دافع عن لقبه بنجاح في عدة نزالات ضد أسماء بارزة، مثل:

مانويل ميدينا
ويلفريدو فاسكيز
كيفن كيلي
بول إنغل
واين ماكولوغ

أداء نسيم في هذه المباريات جعله نجمًا عالميًا، بفضل قوته الخارقة في إنهاء النزال بالضربة القاضية واستعراضه الفريد من نوعه.

نزال كيلي: المعركة التي لا تُنسى

اشتهر نسيم حامد بأسلوبه الفريد، فقد كان يدخل إلى الحلبة برقصات وأغانٍ، ويستخدم منصات طائرة أو حتى سجادات سحرية، مما جعل عروضه لا تُنسى.

أما داخل الحلبة، فقد كان يستخدم المراوغة، ويُبقي يديه منخفضتين، ويطلق لكماته من زوايا غير تقليدية. هذا الأسلوب جعله فريدًا في جيله، وأحد أكثر الملاكمين متعة في المشاهدة.

الخسارة أمام باريرا: بداية النهاية

في عام 2001، واجه نسيم خصمًا من العيار الثقيل، وهو المكسيكي ماركو أنطونيو باريرا. على الرغم من التوقعات بفوز نسيم، إلا أن باريرا سيطر على النزال، وفاز بقرار جماعي من الحكام.

كانت تلك أول خسارة لنسيم، وأثّرت بشكل كبير على معنوياته وشغفه بالملاكمة. وبعدها خاض نزالًا واحدًا فقط أمام مانويل كالفو، ثم أعلن اعتزاله في عام 2002.

الحياة بعد الملاكمة :

اعتزل نسيم حامد الملاكمة عن عمر 28 عامًا فقط، بسجل احترافي مذهل: 36 فوزًا (31 بالضربة القاضية)، وخسارة واحدة فقط.

ابتعد نسيم عن الأضواء لفترة، وتفرغ لعائلته وأعماله. كما تعرض لبعض المشكلات القانونية، أبرزها حادث سير في 2006 أدى إلى سجنه لفترة قصيرة. لكنه بقي شخصية مؤثرة، لا تُنسى في الثقافة الرياضية البريطانية.

في عام 2015، تم إدخاله إلى قاعة مشاهير الملاكمة الدولية (IBHOF)، تقديرًا لإسهاماته وأدائه المميز.

إرثه وتأثيره في عالم الملاكمة :

يُعتبر نسيم حامد من أكثر الملاكمين تأثيرًا في تاريخ الملاكمة البريطانية. فقد ألهم جيلًا من الملاكمين، مثل تايسون فيوري، بأسلوبه الجريء وشخصيته القوية.

كما كسر حواجز كثيرة بصفته ملاكمًا مسلمًا من أصل عربي في بريطانيا، ورفع راية ثقافته ودينه بفخر، مما ألهم الملايين حول العالم.

الخاتمة: أسطورة الأمير :

رغم قصر مسيرته، سيظل اسم نسيم حامد محفورًا في ذاكرة كل محب لرياضة الملاكمة. كان مزيجًا نادرًا من المهارة، والثقة، والكاريزما، جعل منه أحد أعظم الملاكمين في التاريخ.

سواء تذكرناه لأدائه الاستثنائي، أو لاحتفالاته المثيرة، أو لشجاعته داخل الحلبة، يبقى نسيم "أمير الحلبة" وأسطورة لن تتكرر.